اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
37313 مشاهدة
نزول عيسى عليه السلام

[س 49]: متى سينزل عيسى -عليه السلام-؟ وهل هناك علامات لنزوله ؟ وكم سيمكث؟
الجواب: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟ . وقد وردت أحاديث كثيرة ذكر فيها نزول عيسى -عليه السلام- وأنه يقتل الدجال بباب لد، وأنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وقد سرد أكثر الأحاديث في ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ من سورة النساء، ومنها حديث رواه مسلم عن أبي هريرة وفية: فتح القسطنطينية ثم خروج الدجال، وبعده نزول عيسى وقت إقامة الصلاة ومنها حديث رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود وفيه: أن الأنبياء تذاكروا الساعة، فقال عيسى أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله، وفيما عهد إلي ربي أن الدجال خارج، ومعي قضبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص. ثم يرجع الناس إلى بلادهم فعندئذ يخرج يأجوج ومأجوج فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، فأدعو الله عليهم فيهلكهم .. ففيما عهد إلي ربي أن ذلك إذا كان أن الساعة كالحامل المتم . الحديث.
وفي مجمل من علامات نزوله: خروج الدجال، وفتح القسطنطينية، وفي زمنه يخرج يأجوج ومأجوج، ويدعو عليهم ويطهر الأرض منهم، ويبارك الله في الرسل- أي لبن البهائم- وفي نبات الأرض، ويمكث في الأرض سبع سنين، واختلفت الروايات في مدة إقامته، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو: أن مدة إقامته سبع سنين وذكر الحافظ في الفتح عن نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عباس: أن عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض، ويقيم بها تسع عشرة سنة وبإسناد فيه مبهم عن أبي هريرة: يقيم بها أربعين سنة.